منطق الاتهام ومفردات التخوين رسالة ضعف وعجز..
بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب

فوجيء المواطن اللبناني بعبارات وشعارات التخوين التي اطلقها جمهور حزب الله، في المدينة الرياضية ضد دولة رئيس الحكومة نواف سلام، (نواف سلام صهيوني)..؟؟ وهذه ليست المرة الاولى التي تطلق فيها اتهامات ضد موقع رئاسة الوزراء قبل اتهام صاحب الموقع..
الرئيس فؤاد السنيورة، بعد ان كان رئيس حكومة المقاومة كما قال نبيه بري، خلال حرب تموز/يوليو 2006، تحول الى عميل للصهاينة وعدو للامة وتبارى بعض مرتزقة الاعلام في مهاجمته واتهامه بابشع الاوصاف، ثم كذب حزب الله نفسه، عندما عاد الرئيس السنيورة رئيساً للوزراء في اول حكومة بعد جريمة السابع من آيار/مايو عام 2008، في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، ثم توجه وفد من حزب الله الى منزل الرئيس السنيورة لدعوته لحضور تشييع امين عام حزب الله نصرالله عقب اغتياله.... فهل يتم دعوة عميل وصهيوني للجنازة..؟؟؟ سؤال برسم جمهور حزب الله وليس لقيادته..؟؟
مشكلة حزب الله مع موقع رئاسة الوزراء وما يمثله بالنسبة للمسلمين في لبنان، انه يمثل حلقة الاتصال والتواصل مع العالم العربي والاسلامي والغربي والمجتمع الدولي، ولطالما عمل حزب الله على اضعاف الموقع من خلال السعي لتهميشه وتعطيل دوره تحت ذريعة الميثاقية والتوافقية وكافة العناوين والشعارات الفارغة.. والتي هي غير دستورية بالمطلق.. ليقول انه صاحب القرار التنفيذي في لبنان من خلال نبيه بري.. ويكفي ما قاله بحقه احد المسؤولين السابقين في الادارة الاميركية..؟؟؟
كما رفض حزب الله وثنائي الفساد تكليف السفير اللبناني مصطفى اديب، برئاسة الوزارء، وفرض رئاسة الشخصية الضعيفة حسان دياب، وما نتج عن مرحلته من تفجير للمرفأ وهدر للمال العام من خلال ما اطلق عليه دعم السلع والوقود..
تحريض بيئة حزب الله على غير التابعين له من اللبنانيين، يعتبر مسار سياسي، حتى لا نقول ديني وثقافي، لان حزب الله يعتبر نفسه انه يمثل الحق المطلق، وكل من هم سواه هم الباطل بعينه.. والتحريض على الآخرين وخاصة المسلمين في لبنان كان نهجاً ومساراً.. خاصةً عقب الحرب على الشعب السوري، حين وصف الشعب السوري بالتكفيريين والمتطرفين والمتشددين، واسقط هذا الوصف، على المسلمين اللبنانيين، فهو وصف شمال لبنان ببيئة التطرف والارهاب، ومنع عنها الانفتاح والاستقرار والازدهار برفض فتح مطار القليعات وما يمكن ان يؤديه من دور في التنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي..
وسمح حزب الله لنفسه باعطاء اوصاف للجميع.. المسيحيون، وخاصة حزب القوات اللبنانية، باعتبارهم عملاء للصهاينة، ولكن لا بأس من التحالف معهم في انتخابات بلدية بيروت، والتزام جمهوره بالتكليف الشرعي، وانتخاب مرشحي القوات اللبنانية، للمجلس البلدي.. ولا مانع من تجاهل ان فايز كرم مساعد رئيس التيار الوطني الحر، (الرئيس السابق ميشال عون) الذي تبين انه عميل اسرائيل، وحوكم و ادين، ولا ضرر من تجاهل ان حليفه ميشال سماحه اعتقل واتهم وادين بتهريب متفجرات الى لبنان بهدف اثارة فتنة طائفية ومذهبية.. ويستمر حزب الله في تجاهل عملاء بيئته.. من المنشد الذي قام بتسليم اسرائيل عشرات الاسماء القيادية لاغتيالها، كما يغض الطرف كلياً عن التعريف او ادانة الاسماء القيادية التي قامت بالتعامل مع اسرائيل، وتم كشف بعضها رسمياً، والتي اسفرت عن سقوط آلاف الضحايا.. واعلام حزب الله لا يزال يتجاهل ويتصرف بعمى...
من السهل اطلاق الاوصاف والاتهامات، ولكن من الصعب جداً اعادة الترميم ووصل ما انقطع، لان البيئة التي يتم تحريضها وتعزيز روح العداء بين جمهورها، ليس من السهل ان تقدم لها رؤية مختلفة ومفردات تتناقض مع ما سبق ان تم تدريسه لها..
حزب الله وعلى لسان امينه العام يطالب الدول العربية باعادة بناء ما هدمته اسرائيل في لبنان، وفي نفس الوقت اعلام حزب الله واعلامييه الرسميين والمرتزقة منهم يحرضون على العالم العربي، ودوله ومؤسساته.. اذاً كيف يمكن لهذه الدول ان تقدم دعماً او تقوم باعادة البناء.. لجمهور يشتمها كل يوم ويتم تكريس روح العداء لها في وسطه حتى اصبحت ثقافة..؟؟
وفي الختام.. من شاهد وسمع محمد رعد رئيس كتلة نواب حزب الله في البرلمان اللبناني، وهو يغازل رئيس الجمهورية، ومن ثم يتحدث عن الود مع رئيس الوزارء نواف سلام، ثم يهاجمه كما فعل تلفزيون المنار في مقدمته الاخبارية.. يرى حجم الحقد والضغينة ليس ضد الرئيس نواف سلام شخصياً، بل ضد استعادة موقع رئاسة الوزارء دوره وحضوره محلياً وعربياً ودولياً.. خاصة عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عام 2005، على يد مجموعة مدانين من حزب محمد رعد، والذي رفض تسليمهم حتى الان.. انه الحقد على الموقع والدور وليس على الاشاخص مهما كان اسمهم..
ومشهد محمد رعد على شاشة التلفزيون وهو يتصبب غضباً وينطق مفردات تشدد في لفظ احرفها لدرجة التكرار غير المرغوب مما يدفعنا للقول، (لو برز الحقد رجلاً لكان محمد رعد)...
ورسائل الاعتذار وكلمات الترطيب والتخفيف من وقع جريمة الاتهام، لن تخدم حزب الله.. لان ما يقوم به جمهوره هو نتيجة تحضير وترتيب.. ووسيلة غير رسمية لاطلاق رسائل اجرامية، تحت عنوان عناصر غير منضبطة.. والتاريخ يشهد على مواقف حزب الله وسياساته المتعاقبة..؟؟
وهذا الواقع يؤكد لنا ان منطق الاتهام ومفردات التخوين ما هي الا رسالة ضعف وعجز.. ويجب ان يعلم حزب الله اننا لن نصمت بعد اليوم على مواقفه وتهجمه واتهاماته وممارساته.. واعادة البناء التي يطالب بها حزب الله هي مسؤولية ايران قبل ان تكون مسؤولية الدولة اللبنانية والعالم العربي والاسلامي..؟؟..