الإنذار الأميركي: حزب الله وافق على نزع سلاحه... فمتى تُنفَّذ الوعود؟
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في لحظة سياسية حرجة، وبينما يُصارع لبنان أزماته المعيشية والاقتصادية، فجّر دبلوماسي أميركي بارز قنبلة سياسية من العيار الثقيل: "حزب الله وافق على نزع سلاحه. نقطة على السطر."
هكذا، دون مواربة، ودون لبس. تصريح قد يُقرأ على أنه زلة لسان، لكنه في حقيقته رسالة مُحكمة الاتجاهات، كُتبت بعناية لتصل إلى الداخل اللبناني والخارج الدولي على حد سواء.
من قال ذلك؟ ولماذا الآن؟
التصريحات صادرة عن ديفيد هيل، الدبلوماسي الأميركي المعروف، الذي لا يتكلم إلا في مفترقات خطيرة. فهو لا يعبّر فقط عن رأيه، بل غالباً ما يُفصح عمّا يدور خلف أبواب الغرف المغلقة.
هيل لم يكتفِ بالكلام عن حزب الله، بل ربط المسألة مباشرة بمستقبل البلاد: لا تنمية، لا استثمارات، لا سلام اقتصادي من دون معالجة جذرية لملف السلاح.
الخطير في التصريح؟ ليس فقط مضمونه... بل توقيته
في وقت يسود فيه هدوء نسبي على الجبهة الجنوبية، يتحدث هيل عن "نقاط خمس" تتمسّك بها إسرائيل، وشرطها للانسحاب منها هو أن تطمئن أمنيًا. هذا الطمأنينة، بحسب الخطاب الأميركي، لا تتحقق بالتصريحات بل بالأفعال. والجيش اللبناني هو المسؤول المباشر.
هنا تتحول المؤسسة العسكرية إلى ميدان اختبار دولي: هل يمكن أن تمسك الأرض فعلياً؟ هل تستطيع أن تكون البديل الواقعي عن "المقاومة"؟
هيل يقول بصراحة: "الجيش يجب أن يقدّم عملًا حقيقيًا وقابلًا للقياس."
الصفقة الأميركية المقترحة: نزع السلاح مقابل الحياة
أخطر ما في الخطاب الأميركي ليس دعوته لوقف النار فقط، بل طرحه لفكرة "السلام بين لبنان وإسرائيل" كشرط ضروري لبناء الاقتصاد. نعم، قالها بصريح العبارة، رغم إدراكه لحساسية المصطلح في الوجدان اللبناني.
إنها ليست مجرد زلة دبلوماسية... بل هي محاولة لقلب المعادلة: من يرفض نزع السلاح، فهو يختار استمرار الانهيار.
وأين إيران من كل هذا؟
هيل قالها بوضوح فج: "لن يكون الإيرانيون هنا لتقديم المساعدة."
الرسالة واضحة: المشروع الإيراني في لبنان لا يحمل خبزًا ولا ماءً. فقط مزيد من العزلة والفقر والمواجهة. وفي المقابل، هناك دول وجهات دولية تريد مساعدة لبنان، ولكن بشرط: بيئة سياسية مستقرة وخالية من الميليشيات والسلاح الخارج عن الدولة.
سؤال أخير: هل فعلاً وافق حزب الله على نزع السلاح؟
إن صحّ ما قاله هيل، فنحن أمام واحدة من أكبر القضايا المفصلية في تاريخ لبنان الحديث.
وإن لم يصحّ، فالأخطر أن يُستخدم هذا الادعاء كورقة ضغط لفرض معادلات جديدة على لبنان، من البوابة الاقتصادية.
اليوم، يُطرح على الطاولة سؤال لا مفر منه:
هل يستمر لبنان كرهينة سلاح وولاءات خارجية، أم يبدأ مسيرة التعافي بشروط وطنية واقعية؟
الكلام واضح، الشروط موضوعة، والإنذار أُطلق: نزع السلاح مقابل الحياة. فهل نختار الحياة؟