"تغيرات حاسمة: ماذا يعني 27 سبتمبر للشرق الأوسط؟"
بقلم عبد الحميد عجم
بحلول عام 2003، تعرض العراق للهجوم والاحتلال، مما أدى إلى سقوط نظام صدام حسين. ونتيجة لذلك، أصبح العراق، المعروف بـ "بوابة العرب الشرقية"، عرضة للتدخل الإيراني، في ظل صمت الولايات المتحدة الطويل عن الخطاب الإيراني وتوسع نفوذها، رغم الانشغال ببرنامجها النووي.
في 27 سبتمبر 2024، شهدنا حدثاً "مفصلياً" في مسار التعامل مع "الحالة الشيعية" التي نشأت نتيجة لذلك الصمت الأميركي. إذ بدا أن السماح لإسرائيل بتصفية قيادات "حزب الله"، الذي يمثل الجناح العسكري لـ "الحرس الثوري الإيراني"، سيكون له تبعات جذرية. على سبيل المثال، تعتبر تصفية قائد "حزب الله" في بيروت بمثابة رسالة قوية تعكس تغير الديناميكيات الأمنية في المنطقة.
"حزب الله" لم يكن مجرد تنظيم مرتبط بإيران بعلاقة تحالفية، بل كان جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني. فقد أسهم في تعزيز نفوذ طهران من الخليج إلى سوريا، ومن فلسطين إلى اليمن. على سبيل المثال، دعمت "حزب الله" في القتال ضد تنظيم داعش في سوريا، مما ساهم في استقرار النظام السوري، وهو ما يعكس عمق التعاون بين الطرفين.
أما في حالة "حماس"، فقد طرح تساؤلات عديدة بعد خذلان القيادة الإيرانية للحركة، وبقاءها بلا دعم بعد تصفية قائدها إسماعيل هنية في قلب طهران. ورغم ذلك، اعتبر البعض أن دعم إيران لـ "حماس" كان مجرد ادعاء بـ "أبوّة" القضية الفلسطينية. فقد أشار محللون إلى أن الدعم الإيراني كان يتناسب مع الأهداف الاستراتيجية لإيران في المنطقة وليس لمصلحة "حماس" في النهاية.
على العكس من ذلك، يتمتع "حزب الله" بهوية شيعية عميقة، حيث يتكون من أفراد وقيادات ينتمون لأهل البيت، ويشكل فعليًا الفرع اللبناني لـ "الحرس الثوري". على سبيل المثال، يُظهر التبادل العسكري والتكنولوجي بين "حزب الله" وإيران كيف أن هذه العلاقة ليست مجرد تحالف، بل تتضمن تبادل المعرفة والخبرة.
وبالتالي، فإن ما حدث في 27 سبتمبر 2024 يُعتبر بداية "حالة" جديدة كليًا على المستويين اللبناني والإقليمي، وقد يحدد خلال الأسابيع أو الشهور القادمة طبيعة "التفاهم" حول الدور الإيراني في العالم العربي. إن التصعيد المحتمل قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي.