الأسباب وراء تصاعد التهديدات الإسرائيلية بالحرب ضد لبنان

بقلم عبد الحميد عجم

الأسباب وراء تصاعد التهديدات الإسرائيلية بالحرب ضد لبنان

آليات عسكرية جديدة لـ«حزب الله»

شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في حدة التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن «حزب الله» قد اعتمد تكتيكات عسكرية جديدة تجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي استهداف عناصره. تتضمن هذه التكتيكات إطلاق صواريخ وقذائف من أماكن بعيدة عن الحدود، بالإضافة إلى استخدام صواريخ كبيرة الوزن مثل «بركان» واستعمال المسيرات والحوامات الهجومية. هذه الأساليب الجديدة أسهمت في إبعاد مسؤولي وعناصر الحزب عن الحدود، مما أدى إلى فقدان الجيش الإسرائيلي السيطرة على الحدود مع لبنان، وفقًا لتحليل صحيفة عبرية.

 

دوافع شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي

لا تقتصر الأسباب على الجوانب العسكرية فقط، بل هناك دوافع شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في ظل التداعيات الهائلة للحرب على غزة، يسعى نتنياهو إلى «الهروب إلى الأمام» من هذه الضغوطات، داخليًا وخارجيًا. أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بطريقة مواربة، إلى أن نتنياهو قد يطيل أمد الحرب من أجل الحفاظ على مصالح سياسية. هذا ما أكده أيضًا رئيس بلدية كريات شمونة الذي رأى أن زيارة نتنياهو للمدينة تهدف إلى تعزيز وضعه في حزبه ليكود.

 

 سيناريو الحرب المزدوجة

في حال اندلاع حرب، حتى وإن كانت محدودة كما يتوقع البعض، ستجد القيادة الإسرائيلية نفسها تخوض حربين في آن واحد، وهو وضع لم تشهده إسرائيل منذ حربي 1967 و1973. لكن الفارق هذه المرة هو أن الحرب ستكون ضد حركات مسلحة تمرّست في القتال ضد إسرائيل ولديها تجارب طويلة الأمد. مع الأثمان الكبرى التي يدفعها الفلسطينيون واللبنانيون نتيجة مواجهة إسرائيل، نشهد اليوم عزلة عالمية غير مسبوقة لإسرائيل، ومواجهة حادة مع الأمم المتحدة والمحاكم الدولية. 

 

هذا الوضع يضع إسرائيل في موقف معقد للغاية، حيث تجد نفسها محاصرة بين تكتيكات عسكرية جديدة لـ«حزب الله» وضغوط سياسية داخلية وخارجية تتزايد يومًا بعد يوم.