السيناتور ليندسي غراهام يفجّر المفاجأة: خطة دفع مشتركة بين واشنطن وبيروت مقابل نزع سلاح حزب الله
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

في لحظة سياسية فارقة للبنان والمنطقة، كشف السيناتور الأميركي البارز ليندسي غراهام، خلال زيارته بيروت ولقائه كبار المسؤولين اللبنانيين، عن ما يمكن وصفه بـ"المعادلة الجديدة": خطة دفع مشتركة بين الولايات المتحدة ولبنان، هدفها الأساس تفكيك ترسانة حزب الله عبر حوافز اقتصادية ومالية، بدل لغة الحروب التي استنزفت الجميع.
وفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة، فإن ما طرحه غراهام يتجاوز البيانات التقليدية والضغط السياسي. الخطة الأميركية – اللبنانية التي يُعمل عليها تقوم على حوافز مالية مباشرة لعناصر حزب الله، بحيث يجد المقاتل الذي اعتاد أن يعيش تحت سطوة "السلاح" خيارًا آخر: تسليم سلاحه مقابل ضمان مالي وحماية مستقبلية لعائلته. إنها محاولة لتحويل المعادلة من "الموت في سبيل الحزب" إلى "العيش بكرامة في سبيل الوطن".
لطالما روّج الحزب أنّ سلاحه "قدر إلهي" لا يُمسّ، وأن التخلي عنه خيانة لدماء شهدائه. لكن التطورات الأخيرة أظهرت هشاشة هذا الخطاب أمام انهيار اقتصادي خانق، وتراجع سياسي غير مسبوق، وخسائر عسكرية مؤلمة. من هنا، جاءت مبادرة غراهام كإشارة واضحة بأن المجتمع الدولي لم يعد يقبل بالمعادلة القديمة: إمّا لبنان تحت سطوة الحزب، أو لا لبنان.
تزامنًا مع الطرح الأميركي، خرجت إسرائيل لتعلن استعدادها لـ"تقليص وجودها العسكري في الجنوب" إذا مضى الجيش اللبناني في تنفيذ خطة نزع السلاح. الرسالة واضحة: لا أحد يريد حربًا جديدة، لكن لا أحد أيضًا سيبقى متفرجًا على بقاء لبنان رهينة ميليشيا. وفي الخلفية، يلوّح الأميركيون بأن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى عزلة كاملة للبنان، اقتصاديًا وسياسيًا، بينما نزع السلاح يفتح الباب أمام دعم مالي غير مسبوق واستثمارات استراتيجية.
لكن العقدة تبقى في الداخل اللبناني. هل يقبل "الثنائي الشيعي" – نبيه بري وحزب الله – بالدخول في هذه المعادلة؟ التجارب السابقة أثبتت أنّ خطاب "هيهات منا الذلة" مجرد أداة لتعبئة الشارع، بينما في الكواليس تُعقد صفقات وتسويات. اليوم، اللعبة اختلفت: الشعب اللبناني لم يعد يقبل أن يُساق رهينة، و80% من اللبنانيين مستعدون للنزول إلى الشارع دفاعًا عن حقهم في دولة بلا سلاح خارج الشرعية.
المفارقة أن ما يطرحه غراهام ليس مجرد مبادرة تقنية، بل تغيير في فلسفة التعامل مع حزب الله. واشنطن تدرك أنّ المواجهة العسكرية لم تعد تجدي، وأن الضغط الاقتصادي وحده لم يكسر الحزب. لذا، يأتي الطرح الجديد ليجمع بين الترغيب والترهيب: إما المال والحماية مقابل السلاح، وإما عزلة وتجويع وحصار سياسي لا يرحم.
لبنان أمام ساعة الحقيقة
الرسالة واضحة:
واشنطن وبيروت شريكتان في رسم طريق جديد.
إسرائيل ترسل إشارات تهدئة مشروطة.
الكرة في ملعب حزب الله: إما أن ينخرط في الدولة، أو يواجه عزلة داخلية وخارجية شاملة.
لقد حانت ساعة الحقيقة: إما لبنان المزدهر الحرّ، أو لبنان المخطوف بالسلاح.
وللمرة الأولى، يبدو أن العالم مستعد لدعم اللبنانيين في معركتهم لاستعادة دولتهم، شرط أن يتحرّكوا ويكسروا جدار الخوف.