يوم المرأة العالمي: احتفالات فارغة أم بداية لحقوق حقيقية في لبنان؟

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

يوم المرأة العالمي: احتفالات فارغة أم بداية لحقوق حقيقية في لبنان؟

في اليوم العالمي للمرأة، تحتفل دول العالم بإنجازات النساء، وتسعى إلى تعزيز حقوقهن في مختلف المجالات. لكن في لبنان، لا تزال المرأة تواجه تحديات كبيرة في نيل حقوقها كاملة، رغم أنها تثبت يومًا بعد يوم قدرتها على إحداث التغيير والمساهمة الفعالة في جميع القطاعات، بما في ذلك الإعلام.

في "مراسل نيوز"، 90% من فريقنا من النساء، وهنّ يقمن بدور محوري في نقل الحقيقة وكشف الواقع بشجاعة. لكن هل العهد الجديد في لبنان سيعترف بهذه الجهود؟ هل سنشهد تغيرًا حقيقيًا يمنح المرأة المكانة التي تستحقها؟

بينما تكرّم بعض الدول نساءها بجعل 8 مارس يومًا وطنيًا، تعيش أخريات في ظل تمييز واضح، حيث تُحرم المرأة من حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

اليوم، تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات"، تدعو الأمم المتحدة إلى إجراءات حقيقية تُحقق العدالة وتضمن للمرأة فرصًا متساوية. لكن هذه الدعوات، رغم أهميتها، لا تزال تُواجه واقعًا معقدًا في لبنان، حيث تمثيل المرأة في السياسة ما زال ضعيفًا، وفرصها في تولي المناصب القيادية محدودة، رغم كفاءتها.

المرأة في الإعلام: دور محوري ولكن...

في عالم الصحافة والإعلام، تواجه المرأة تحديات مضاعفة، سواء من حيث الفرص المتاحة أو الأجور غير المتكافئة. ومع ذلك، أثبتت الإعلاميات اللبنانيات جدارتهن في مواجهة الفساد، ونقل القضايا الحساسة، وكسر الصور النمطية.

 

نحن في "مراسل نيوز" نؤمن بأن المرأة ليست مجرد عنصر في المشهد الإعلامي، بل هي قائدة للرأي وصانعة للتغيير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتم الاعتراف رسميًا بهذا الدور؟ هل ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة في لبنان؟

دبلوماسية نسوية أم شعارات جوفاء؟

على الساحة الدولية، تتبنى بعض الدول مفهوم "الدبلوماسية النسوية"، والذي يضع حقوق المرأة والمساواة في صلب سياساتها الخارجية. فرنسا، على سبيل المثال، أطلقت استراتيجية جديدة تهدف إلى دعم المرأة عالميًا بين 2025-2030.

لكن هل تكفي هذه المبادرات؟ وهل ستشهد المرأة اللبنانية تغييرًا فعليًا في القوانين التي تعيق تقدمها؟

الاحتفال بيوم المرأة لا يجب أن يكون مجرد مناسبة رمزية، بل نقطة انطلاق لمطالب حقيقية. نحن لا نطلب مجاملة، بل نطالب بحقوقنا. نطالب بتشريعات تحمي النساء، نطالب بتمثيل عادل في البرلمان، نطالب بالمساواة في فرص العمل والأجور.

المرأة في لبنان أثبتت قوتها وكفاءتها في الإعلام، والسياسة، والاقتصاد، فهل سيعترف النظام بحقها؟ أم سيظل يوم المرأة مجرد تاريخ نحتفل به وننساه في اليوم التالي؟

الكرة الآن في ملعب صناع القرار. فهل سيستجيبون؟