12 يومًا على حافة الجحيم: ترمب يفرض "هدنة القنابل" بين إسرائيل وإيران
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

ضربات على طهران، صواريخ على تل أبيب، وهجوم أميركي غير مسبوق على فوردو... ثم يعلن ترمب: “الآن هو وقت السلام”
في أخطر تصعيد عسكري يشهده الشرق الأوسط منذ عقود، شهدت المنطقة حربًا مفتوحة استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، تبادل خلالها الطرفان القصف العنيف، وشهدت طهران وتل أبيب ضربات مباشرة غير مسبوقة.
لكن اللافت أن الحرب لم تبدأ بين العاصمتين فقط، بل انطلقت فعليًا من قرار أميركي عسكري صريح، بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية كبرى في فوردو ونطنز وأصفهان.
وفي ذروة التوتر، وبعد أن اهتزّت مدن إيرانية وإسرائيلية تحت النار، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليُعلن وقف إطلاق نار شامل، قائلًا:
"تهانينا لمحاربينا العظماء... الآن هو وقت السلام."
هجوم أميركي مباشر: واشنطن تُسقط الصمت
بدأ كل شيء قبل أسبوعين، حين أعلن ترمب عبر منصة "تروث سوشيال" أن الجيش الأميركي نفّذ "هجومًا ناجحًا للغاية" على مواقع نووية إيرانية.
"أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو. جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام."
بهذا التصريح، لم تعد المواجهة افتراضية أو مبنية على ضربات بالوكالة.
الولايات المتحدة أعلنت الحرب الوقائية مباشرة، بصوت رئيسها.
12 يومًا من النار: تل أبيب وطهران تحت القصف
جاء الرد الإيراني سريعًا.
أطلقت طهران مئات الصواريخ متوسطة المدى نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة منشآت أمنية ومدنية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع.
إسرائيل ردّت بضربات جوية مركزة على مواقع عسكرية في طهران وأصفهان وكرمانشاه، شملت مقارًا للحرس الثوري ومراكز اتصالات استخباراتية.
النتيجة:
خسائر بشرية وعسكرية في كلا الطرفين
خوف من امتداد الحرب إلى لبنان والعراق
ارتفاع غير مسبوق في التوتر الدولي
ترمب يتدخل: الضربة أولًا... ثم الهدنة
في اليوم الثاني عشر، خرج دونالد ترمب بخطاب من المكتب البيضاوي ليعلن وقف إطلاق نار "شامل ومضمون"، مضيفًا:
> "لقد أثبتنا أن الردع الأميركي حقيقي. والآن، لدينا فرصة تاريخية للسلام."
لكن وفق مصادر دبلوماسية غربية، جاء وقف إطلاق النار بعد وساطة أميركية مباشرة بين تل أبيب وطهران عبر قنوات سويسرية وروسية، وضغوط مارستها واشنطن على إسرائيل لوقف الهجمات الجوية.
إيران: نزفت عسكريًا... لكنها بقيت واقفة
رغم الخسائر التي تكبدتها إيران، لم تُظهر القيادة هناك أي إشارة إلى الانهيار.
النظام بقي متماسكًا، وقيادة الحرس الثوري أكدت أن "الرد المقبل سيكون غير متوقع."
المعادلة الجديدة لطهران:
خسائر في الداخل
تعاطف شعبي بعد القصف
الحفاظ على هيبة الرد
تجنّب سقوط النظام
إسرائيل: انتصار عسكري بلا ضمانات سياسية
من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها "حيّدت 80% من قدرات إيران الصاروخية"، وفق تصريحات لقيادات في الجيش.
لكن الرأي العام الإسرائيلي طرح أسئلة صعبة:
لماذا لم تُنهِ الضربات الوجود الإيراني نهائيًا؟
هل كان الدخول في حرب مباشرة مع إيران مجديًا؟
هل وقعت إسرائيل في فخ تصعيد غير محسوب؟
في ظل هذا التصعيد التاريخي، غابت العواصم العربية عن صناعة القرار.
لم يصدر موقف موحد، ولم تُطرح مبادرة وساطة عربية.
ورغم أن الصواريخ مرّت فوق العراق وسوريا، لم تخرج المنطقة من موقع "المُتلقي" للأحداث.
النتيجة؟
الشرق الأوسط يُدار من واشنطن وطهران وتل أبيب... والبقية تتابع فقط.
ترمب يصنع سابقة جديدة... حرب ثم سلام خلال أسبوعين
في عرف السياسة التقليدية، تبدأ المفاوضات قبل الحرب.
أما ترمب، فقد أعاد كتابة القواعد:
1. يقصف أولًا.
2. ينتظر الرد.
3. ثم يُعلن السلام من موقع القوة.
لكن هل هذا "السلام" حقيقي؟
أم أنه مجرّد هدنة معلّقة ستنفجر من جديد مع أول صاروخ؟
الجواب ليس في بيان وقف إطلاق النار... بل في ردّ إيران القادم، مهما تأخر.