من الحرب إلى الفوضى: كيف تستخدم أمريكا وإسرائيل الميليشيات لتحقيق مصالحهما في الشرق الأوسط
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
السؤال الأكثر إلحاحاً اليوم: إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل فعلاً تخشيان من تهديد الميليشيات في المنطقة، فلماذا لم تبادر أمريكا، التي تملك القدرة على ذلك، بدعم الجيوش الوطنية في اليمن والعراق ولبنان بدلاً من ترك الميليشيات العراقية واللبنانية واليمنية تُرهب شعوب تلك البلدان وتفكك دولها؟ هل يمكن أن تكون أمريكا وإسرائيل تستفيدان من هذه الجماعات لتحقيق أهداف استراتيجية معينة؟
إذا تأملنا في تصرفات إسرائيل تجاه غزة، نجد أنها لم تتردد في استخدام القوة ضد الفلسطينيين عندما شكّلوا تهديداً حقيقياً. وفي الوقت نفسه، يبدو أن إسرائيل تستخدم الميليشيات كأداة لتحقيق أهدافها في سوريا واليمن ولبنان والعراق. على سبيل المثال، استخدمت إسرائيل الهجمات الحوثية في اليمن كذريعة لتدمير المنشآت الحيوية مثل ميناء الحديدة، على الرغم من أن الهجمات الحوثية لم تُلحق أضراراً كبيرة في تل أبيب.
وبحجة وجود حزب الله في لبنان، استطاعت إسرائيل تحويل لبنان من بلد يُعتبر "سويسرا الشرق" إلى دولة تعاني من الفشل والجوع. وباستغلال ذريعة الميليشيات الإيرانية في سوريا، قصفت إسرائيل العديد من المواقع العسكرية السورية، مما جعل إيران تبدو وكأنها تتسامح مع هذه الهجمات، مما يوحي بتواطؤ ضمني قد يخدم الأهداف الإسرائيلية.
مع استمرار إسرائيل في تدمير البنى التحتية في لبنان وسوريا واليمن وفلسطين، يبرز التساؤل: ماذا قدمت إيران لهذه الدول؟ هل تستخدم إسرائيل الميليشيات كوسيلة لتحقيق مصالحها، تماماً كما استخدم جحا مسماره الشهير؟ هل ثارت شعوب المنطقة لتبديل أنظمتها بميليشيات طائفية تُعزز الفوضى والدمار؟ وهل يمكن لأمريكا وإسرائيل استغلال هذا الصراع الطائفي والمذهبي لمصالحهما الاستراتيجية لولا وجود هذه الميليشيات؟
بناءً على ذلك، يبدو أن الميليشيات، بما في ذلك تلك المرتبطة بداعش والجماعات السنية الأخرى، قد تظل قائمة وتتمدد، لأن المصالح الأمريكية والإسرائيلية تتطلب استمرارها وتوجيهها بما يخدم أهدافهما.