من أمل التغيير إلى خيانة الناس… نواب طرابلس عراة أمام جمهورهم
خاص مراسل نيوز

طرابلس اليوم ليست مجرد مدينة مهمّشة، بل جرح مفتوح في جسد لبنان. مدينة انتفضت عام 2019 ورفعت راية الثورة، لكنها عادت لتُطعَن بخناجر من يفترض أنهم "نوابها". هؤلاء الذين وعدوا بالمدنية والتغيير لم يقدّموا سوى نسخ باهتة من الطبقة السياسية الفاسدة: وجوه جديدة، عقلية قديمة، ونتيجة واحدة… خيانة الناس.
إيهاب مطر: المال بدل الإصلاح
إيهاب مطر، الذي عاد من أستراليا مدجّجًا بخطابات الإصلاح، لم يحتج وقتًا طويلًا ليكشف عن وجهه الحقيقي: نائب صفقات، يشتري الأصوات بالمال كما اشترى مقعده. في مدينة تموت جوعًا، مارس أوقح أشكال الفساد بغطاء "التغيير".
فيصل كرامة: إرثٌ بلا قيمة
إرث كرامي العظيم تحوّل مع فيصل إلى ديكور سياسي. يعيش على اسم العائلة، بينما المدينة تغرق في العتمة. لا رؤية، لا مشروع، لا فعل. إرث كبير بيد صغيرة.
طه ناجي: النائب الصامت
"مدنيّة" كانت مجرد شعار. بعد دخوله البرلمان، اختفى طه نجّي. لا مواقف، لا حضور، لا دفاع عن الناس. مقعد نيابي بلا صاحب، وكأن الناخبين وضعوا أصواتهم في صندوق فارغ.
كريم كبارة: نسخة مكررة
ابن البيت السياسي لم يقدّم شيئًا سوى استمرار الحلقة نفسها. وعود تذروها الرياح، وغياب تام عن هموم الشباب العاطلين عن العمل. طرابلس ليست بحاجة لورثة سياسيين يكرّرون الخيبة.
إيلي خوري: المصلحة فوق الوطن
النائب – رجل الأعمال، الذي يضع مصالح شركاته فوق مصلحة الناس. من يدخل البرلمان بعقلية التاجر لن يصير يومًا ممثلًا للشعب.
جميل عبّوده: صورة بلا مضمون
من المصوّر إلى النائب، لكن من دون أي صورة مشرّفة. دخل البرلمان باسم التغيير، فكان تغييرًا نحو الأسوأ: نائب بلا دور، بلا مشروع، وبلا أثر سوى خيبة إضافية.
هذه الوجوه جميعها اجتمعت على أمر واحد: خذلان طرابلس. المدينة التي حلمت بالنهضة عادت أسيرة الفقر، البطالة، والحرمان. لكن الناس تغيّروا. صبرهم انتهى، ووعيهم كبر.
في أيار 2026، لن تكون صناديق الاقتراع حفلة شكلية. ستكون ساحة مواجهة. طرابلس ستنتفض من جديد، ليس في الشارع فقط، بل في قلب البرلمان. ستُحاسب من خانها، وستُسقط من جعل الكرسي النيابي وسيلة للثراء والوجاهة.
زمن الكلام الفارغ انتهى. زمن الحساب بدأ… وطرابلس هذه المرّة لن ترحم.