إسرائيل تدفع لبنان إلى حافة الانفجار: الجنوب تحت النار والدولة في مأزق وجودي
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

تسارعت وتيرة التصعيد الإسرائيلي في الجنوب خلال الساعات الأخيرة، لتتحوّل القرى الجنوبية إلى مسرح غارات نوعية استهدفت مدنيين ومرافق حيوية، أبرزها قصف سيارة أمام مستشفى تبنين الحكومي، ما أدى إلى سقوط قتيل و11 جريحاً بينهم حالات حرجة، إضافة إلى استهداف شاحنة مياه ومناطق أخرى بين أنصار وحاروف.
هذا التصعيد، الذي تصفه مصادر سياسية بأنه "الأخطر منذ أشهر"، لا يقتصر على البعد العسكري فحسب، بل يهدف إلى وضع الدولة اللبنانية والجيش في الزاوية عبر تكريس صورة وجود مسلح لحزب الله جنوب الليطاني، وبالتالي ابتزاز السلطة بين خيارين: إما تعديل خطّة بسط السيادة وحصر السلاح، أو مواجهة تصعيد مفتوح قد يجرّ المنطقة إلى حرب جديدة.
على وقع هذه التطورات، يستعد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للتوجّه إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حاملاً معه ملف الاعتداءات الإسرائيلية ورسالة سياسية مفادها أن الدولة متمسّكة بقرار حصر السلاح، في وقت شدّد وزير الخارجية يوسف رجي بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ومنع توسيع المناطق العازلة.
في المقابل، وجّه حزب الله رسالة مزدوجة عبر نائبه الشيخ نعيم قاسم الذي دعا السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة"، مؤكداً أن سلاح الحزب موجه حصراً ضد إسرائيل، ومشدداً على أن أي ضغط داخلي أو خارجي على المقاومة هو خدمة مجانية للعدو.
أما داخلياً، فيستعر السجال الانتخابي بين القوى السياسية، حيث اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعطيل اقتراع المغتربين للمقاعد الـ128، معتبراً أن المبررات التي يسوقها "متناقضة وغير مقنعة".
الأنظار تتجه إلى اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة بمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتيغاس، وسط خشية من أن يكون هذا الأسبوع أخطر مفترق طرق للبنان: بين حرب جديدة في الجنوب، أو انفراج دبلوماسي محدود يمدّد عمر التهدئة.