بيروت على خط النار الدبلوماسي: السعودية وأمريكا في توقيت واحد.. صدفة أم رسائل مدوّية؟

بقلم هيئة التحرير خاص مراسل نيوز

بيروت على خط النار الدبلوماسي: السعودية وأمريكا في توقيت واحد.. صدفة أم رسائل مدوّية؟

في مشهد يختصر حجم التجاذبات الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية، شهدت بيروت وصول موفدين رفيعي المستوى من السعودية والولايات المتحدة في تزامن أثار عاصفة من التساؤلات: هل هو مجرد تقاطع مواعيد دبلوماسية؟ أم أن خلف الكواليس تُكتب معادلات جديدة للبنان والمنطقة؟

الأمير يزيد بن فرحان، مستشار وزير الخارجية السعودي، حمل معه إلى بيروت رسالة مباشرة من القيادة السعودية، التقاها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قبل ساعات من مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المقابل، حطّت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في العاصمة اللبنانية للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في الناقورة.

هذا التزامن النادر فسّره مراقبون على أنه إشارة واضحة لارتفاع مستوى الاهتمام السعودي – الأميركي بالملف اللبناني، خصوصاً في ضوء التحركات الدبلوماسية المرتقبة في نيويورك، حيث ستلعب السعودية مع فرنسا دوراً محورياً في الدفع باتجاه مؤتمر إعلان الدولتين، إلى جانب مراقبتها الدقيقة لمسار تطبيق القرارات اللبنانية بحصرية السلاح بيد الدولة.

الرئيس عون، الذي سيخاطب العالم من على منبر الأمم المتحدة، يُنتظر أن يرفع سقف خطابه مطالباً المجتمع الدولي بزيادة الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها وانسحابها من الأراضي اللبنانية المحتلة، بالتوازي مع طلب دعم الجيش وإعادة إعمار لبنان، مؤكداً أن قطار الإصلاحات انطلق رغم التحديات.

في المقابل، أثارت تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي دعا السعودية إلى فتح حوار مباشر مع الحزب، ردود فعل واسعة. الرياض ردّت بوضوح عبر قناة "سكاي نيوز"، مؤكدة أن العلاقة لا تُبنى إلا بين دولة ودولة، واضعة بذلك خطاً أحمر أمام أي محاولة لتجاوز الدولة اللبنانية.

وتتوالى اللقاءات في بيروت: الأمير بن فرحان يلتقي شخصيات سياسية بارزة من مختلف الأطراف، ويُتوقع أن يحضر احتفال العيد الوطني السعودي في بيروت، مع ترجيحات لاحتمال لقائه الموفدة الأميركية أورتاغوس. مشهد يوحي بأن العاصمة اللبنانية تحولت إلى ساحة اختبار للإرادات الدولية والإقليمية.

في المقابل، يصرّ حزب الله على تمسكه بخيار "المقاومة" ورفضه تسليم السلاح، مع تصعيد في الخطاب من قياداته التي تعتبر أن "المقاومة لم تعد خياراً بل ضرورة وجودية"، ما يضع لبنان مجدداً أمام سؤال مصيري:

هل تتقدم الدولة نحو استعادة سيادتها بدعم الخارج، أم يبقى ميزان القوى الداخلي مرهوناً للسلاح؟